Twitter Facebook Pinterest Linkedin Email Whatsapp

تبادل المخالفات المرورية بين دول الخليج

مع اقتراب موسم العيد، سيشرع العديد من المسافرين في التساؤل عما إذا كانوا على وشك تلقي مخالفة مرورية تم ارتكابها أثناء قياد السيارة في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي. حقيقةً، يتراخى كثيرٌ من المسافرين بارتكاب المخالفات المرورية أثناء وجودهم بالخارج ظناً أنها ستذهب طيّ النسيان بمجرد عودتهم. ولكن في القريب العاجل، لن تتغاضى المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ودولة قطر ومملكة البحرين عن تحصيل مخالفات السرعة أو قطع الإشارة وغيرها من المخالفات الصادرة للسائقين الخليجين! إذ ستُدشن دول المجلس قريباً نظاماً موحداً يتيح تبادل المعلومات والبيانات الكترونياً بين الادرات العامة للمرور في دول الخليج بشأن المخالفات والبيانات المتعلقة بالمركبات. ويهدف هذا المشروع إلى الحد من وقوع الحوادث ومخالفة القوانين المرورية

في ما يلي، سوف نستكشف ما قد يحدث إذا تلقيت مخالفة مرورية أثناء القيادة في دول مجلس التعاون الخليجي، ونناقش آثارها على أسعار تأمين السيارات مستقبلاً. تابع القراءة لمعرفة المزيد.

تبادل المخالفات بين دول الخليج

في إطار الجهود المشتركة لتعزيز السلامة المرورية، تعمل دول الخليج على تدشين نظام آلي موحد يربط البيانات والمعلومات المرورية للمواطنين والمقيمين فيها.

وكخطوة أولى، تم تفعيل الربط المروري بين الكويت والإمارات في سبتمبر 2021. وتلاها الإعلان في فبراير 2023 عن تطبيق الربط بين الأنظمة المرورية بين قطر والامارات. وفي الوقت الحالي، يقوم فريق العمل المُكلف بربط إدارات المرور العامة في دول مجلس التعاون الخليجي بوضع اللمسات الأخيرة على النظام المروري الموحد لتبادل المخالفات المرورية بين باقي دول الخليج.

وفور تطبيقه، سيربط النظام الجديد جميع إدارات المرور الخليجية من خلال آلية موحدة لدفع المخالفات. وبذلك، لن يتمكن أي مخالف من أن يفلت من دفع قيمة المخالفات المرورية المرتكبة في أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي.

كيف سيتم تبادل المخالفات خليجياً؟

لنفترض مثلاً أن مواطناً سعودياً (أو مقيم بالسعودية) ارتكب أثناء تواجده في البحرين مخالفة مرورية. فور رصد المخالفة، سيمكّن النظام الآلي الجديد سائق السيارة من استلام رسالة نصية على هاتفه الجوال تشعره بتسجيل المخالفة. والمعمول به حالياً هو إشعاره بالمخالفات التي تم رصدها على المركبة في نقطة تأمين السيارات عند دخول المنفذ أو إبلاغه من نقطة المرور عند المغادرة.

وأوضحت المصادر، أن النظام الجديد سيقوم بتسجيل المخالفة في قسم المخالفات المرورية في السعودية تحت مسمى (مخالفة خارجية). وسيتيح هذا النظام للسائق أحقية الاعتراض على المخالفة المرورية وسداد قيمتها دون الحاجة للدفع في البلد المضيف; على أن يتم تحصيل قيمة المخالفة بالريال السعودي بما يعادل قيمتها المالية بالدينار البحريني. وبعد تحصيل القيمة المالية للمخالفة يتم إرسالها آلياً إلى قسم تحصيل المخالفات المرورية بمملكة البحرين

وهنا قد يتبادر إلى ذهنك السؤال التالي: كم تبلغ أسعار الغرامات في دول الخليج؟

أسعار المخالفات بين دول الخليج

دعونا نستعرض نظرة على أبرز المخالفات المرورية  —تجاوزالسرعة المقررة والإشارة الحمراء— وغراماتها في دول مجلس التعاون الخليجي.

تجاوز السرعة المقررة

تعد السرعة من أكثر مخالفات القيادة شيوعاً بين دول الخليج، وتختلف غرامات هذه المخالفة من دولة إلى أخرى. أنظر الجدول أدناه

تجاوز الإشارة الحمراء

تعتبر مخالفة تجاوز الإشارة الحمراء من المخالفات المشددة في جميع دول الخليج

ماذا لو لم تخلف السائق عن السداد بعد ربط المخالفات بين دول الخليج؟

مهما بدى الأمر مغريًا لا يجب تجاهل الاستعلام عن المخالفات المرورية أو المماطلة في دفعها، حتى لا تتراكم فيصعب سدادها فيما بعد! وإضافةً إلى ذلك، هناك عدة أسباب وجيهة تدفعك لسداد المخالفات مبكراً. في البحرين، على سبيل المثال، يحق للمخالف الحصول على خصم بنسبة 50% من قيمة المخالفة إذا سدد ثمنها في غضون أسبوع فقط. أما بعد مرور هذه المهلة، يتوجب على المخالفة دفع الغرامة المنصوص عليها في القانون كاملة.

وبصرف النظر عن التسهيلات المقدمة للسداد المبكر، يجب دفع المخالفات أيضاً لتجنب عواقب أخرى. فبمجرد أن تبدأ السعودية في تطبيق النظام الجديد، سيتم التعامل مع جميع المخالفات المرورية الصادرة من دول الخليج بنفس طريقة التعامل مع الغرامات المحلية. فمثلاً، لن يتمكن المخالف من إصدار أو تجديد جواز السفر قبل تسديد المخالفات المرورية غير المدفوعة. كما يستحيل إضافة مفوض له خارجياً في حال وجود مخالفات مرورية على صاحب السيارة أو المفوض له بقيادة السيارة. أي أن إجراءات السفر خارج السعودية بالسيارة قد تصبح معقدة دون تسديد المخالفات أولاً!

وفوق كل ذلك، قد تتسبب هذه المخالفات برفع سعر التأمين عند تجديده.

كيف سيؤثر النظام الجديد على تأمين سيارتك؟

على الرغم من أن شركات التأمين تولي اهتماماً أكبر بكثرة الحوادث ومطالبات التأمين من اهتمامها بالمخالفات المرورية، إلا أن المخالفات المرورية تتسبب أيضاً في ارتفاع سعر تأمين السيارة. فكلما زادت خطورة المخالفة التي ارتكبتها، ارتفع سعر تأمين السيارة

قبل تحديد سعر أي وثيقة تأمين، تقوم شركات التأمين بمراجعة السجل المروري بحثاً عن أي مؤشرات سلبية تدل على احتمالية تسبب السائق بحادث أو رفع مطالببة مستقبلاً. فإذا أظهر سجلك المروري وجود تاريخ حافل بالحوادث والمخالفات المرورية، فإن هذا يرسل إلى شركات التأمين رسالة مفادها أنك تنغمس في سلوك القيادة المتهور وقد تقدم مطالبة بالتعويض في القريب العاجل. وبالتالي فمن المحتمل أن تدفع سعراً أعلى لتأمين سيارتك.

وفي المقابل، تعتبر شركات التأمين أصحاب السجلات النظيفة أقل خطورة نظراً لالتزامهم بعادات القيادة الآمنة. وعلى أثر ذلك، سيساعدك امتلاك سجل خالٍ من المخالفات المرورية أو الحوادث على توفير المال من خلال الحصول على سعر أرخص للتأمين وخصم أحقية من نجم.

مراعاة قوانين المرور في البلد الذي تسافر إليه

باختصارٍ شديد، سيسمح تفعيل النظام الموحد خلال الفترة القليلة القادمة بربط المخالفات المرورية بين دول الخليج وآلية تسجيل المخالفة وتحصيلها إلكترونياً. ويكمن الهدف من تفعيله في الحد من وقوع الحوادث ومخالفة القواعد المرورية بدول المجلس.

ومع قرب البدء بتطبيق النظام الإلكتروني الموحد لربط المخالفات المرورية بين دول الخليج لا بد لنا من التأكيد على أهمية احترام القوانين والالتزام بأنظمة المرور المطبقة في الدولة التي تسافرون إليها. سيجنبكم ذلك العديد من المشاكل (والمخالفات!)، ويجعلكم خير ممثلين للوطن في الخارج. نصيحة أخيرة: إذا كنت تبحث عن أفضل تأمين سيارة للسفر، أحرص على امتلاك تأمين شامل يغطي سائقين متعددين، وتوسعة جغرافية تغطي الحوادث خارج السعودية. كل ما عليك فعله هو مقارنة أسعار التأمين على السيارات وشراء وثيقتك أونلاين في غضون دقائق